*بصمة الأصابع 

قال تعالى: " أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ" (القيامة ، 3 ـ 4).
أنكر الكفار خلقهم الجديد واستبعدوا بعد أن تكون عظامهم رميماً وأجسادهم تراباً، وكانوا يقولون: " أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُون" (الصافات ، آية : 16).
ويجيب الحق سبحانه وتعالى في أسلوب توكيدي، أن الله بقادر على أن يجمع عظام الإنسان وأن يعيد خلقه فحسب، بل قادر على أن يعيد تسوية سائر أجزاء البدن الكثير التعقيد؟ هل البنان أشد تعقيداً من العظام؟ لقد توصل العلم إلى سر البصمة في القرن التاسع عشر بين أن البصمة تتكون من خطوط بارزة في بشرة الجلد تجاورها منخفضات وتعلو الخطوط البارزة فتحات المسام العرقية، تتمادى هذه الخطوط وتتلوى وتتفرع عنها تغصنات وفروع، لتأخذ في النهاية في كل شخص شكلاً مميزاً، وقد ثبت أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة، يتم تكون البنان في الجنين في الشهر الرابع، وتظل ثابتة ومميزة له طوال حياته، ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقارباً، ولكنهما لا تتطابقان البتة، ولذلك فإن البصمة تعد دليلاً قاطعاً ومميزاً لشخصية الإنسان معمولاً به في كل بلاد العالم، ويعتمد القائمون على تحقيق القضايا الجنائية لكشف المجرمين واللصوص .

من كتاب المعجزة الخالدة - للـ د. علي الصلابي .

Post a Comment

أحدث أقدم