لمتذوِّقي اللغة العربية


سؤال :
لماذا في سورة الزمر جاء قول الله تعالى في حق الكفار بصيغة
{ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [الزمر : 71]

بدون واو،

وفي حق المؤمنيين جاءت بواو، قال تعالى
{ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [الزمر : 73] ؟!

انظر جمال اللغة العربية

​ْواو الثمانية​❗️

كم في كتاب الله من لمحات بلاغية أبهرت الباحثين والمشتغلين بالفصحى وآدابها.. ؟!!
ومن هذا ما أطلق عليه "واو الثمانية"

وهذه وقفة بيانية جميلة مع:
!!واو الثمانية
_____________

سميت واو الثمانية بهذا الاسم لأنها تأتي بعد ذكر سبعة أشياء مذكورة على نسق واحد من غير عطف ثم يؤتى بالثامن مقرونا بالواو ..

تقول: محمد عالم ، فاهم ، راسخ ، تقي ، نقي ، زكي ، ورع ، وزاهد..
وهو أسلوب عربي ..
ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى :
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة : 112]
فقد ذكر سبعة أوصاف ، ثم ذكر الثامن بالواو ..

ومنه قوله تعالى :
{عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم : 5]


وملاحظة أخرى:
اقتران الواو بلفظ (ثمانية) دون غيرها
مثل قوله تعالى:
"سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم "
لم يعطف بالواو في "رابعهم" ولا في "سادسهم" بل عطف بها في "ثامنهم"'!!!..

ومن ذلك قوله تعالى:
" سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام "

وأعجب من ذلك ما جاء في قوله تعالى:

" حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " في بيان حال الكفار في دخول النار..

بينما قال تعالى عن دخول أبواب الجنة

"حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها "

لاحظ إضافة حرف الواو هنا❗️

فالأولى لم تقترن بالواو ومعلوم ان ابواب النار سبعة

أما في الثانية اقترنت بالواو لأن أبواب الجنة ثمانية!!

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne