🔹 قال الإمام ابن القيم رحمه الله في
كتابه زاد المعاد :
- ومنها : أنه سبحانه هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لم تبلغها
أعمالهم ولم يكونوا بالِغيها إلا بالبلاء والمحنة ، فقيَّض لهم الأسباب
التي توصلهم إليها من ابتلائه وامتحانه ، كما وفقهم للأعمال الصالحة التي
هي من جملة أسباب وصولهم إليها .
- ومنها : أن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغيانًا وركونًا إلى العاجلة ، وذلك مرض يعوقها عن جدّها في سيرها إلى الله والدار الآخرة ، فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامته قيَّض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه ، فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكريه ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه ، ولو تركه لغلبته الأدواء حتى يكون فيها هلاكه .
- ومنها : أن الشهادة عنده أعلى مراتب أوليائه ، والشهداء هم خواصّه والمقربون من عباده ، وليس بعد درجة الصِّدِّيقية إلا الشهادة ، وهو سبحانه يحب أن يتخذ من عباده شهداء تُراق دماؤهم في محبته ومرضاته ويؤثرون رضاه ومحابه على نفوسهم ، ولا سبيل إلى نيل هذه الدرجة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها من تسليط العدو .
- ومنها : أن الله سبحانه إذا أراد أن يُهلك أعداءه ويمحقهم قَـيَّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم ، ومن أعظمها بعد كفرهم وطغيانهم مُبالغتهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسلّط عليه ، فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبهم وعيوبهم ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب محقهم وهلاكهم .
- ومنها : ابتلاءُ ما في صدورهم ، وهو اختبار ما فيها من الإيمانِ والنفاق ، فالمؤمنُ لا يزدادُ بذلك إلا إيمانًا وتسليمًا ، والمنافقُ ومن في قلبه مرضٌ ، لا بد أن أن يظهر ما في قلبه على جوارحه ولسانه .
ثم ذكر حِكمة أُخرى : وهو تمحيصُ ما في قلوب المؤمنين ، وهو تخليصهُ وتنقيتُه وتهذيبه ، فإن القلوب يُخالطها بِغلبات الطبائع ، وميل النفوس ، وحكمِ العادة ، وتزيين الشيطان ، واستيلاء الغفلة ما يُضادُّ ما أُودعَ فيها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى ، فلو تُرِكت في عافية دائمة مستمرة ، لم تتخلَّص من هذه المخالطة ، ولم تتمحَّص منه ، فاقتضت حِكمةُ العزيزِ أن قَيَّض لها من المِحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء إن لم يتداركه طبيبه بإزالته وتنقيته من جسده ، وإلا خِيف عليه منه الفساد والهلاك ، فكانت نعمتُه سبحانه عليهم بهذه الكسرة والهزيمة ، وقتل من قُتل منهم ، تُعادلُ نعمتَه عليهم بنصرهم وتأييدهم وظفرهم بعدوهم ، فله عليهم النعمةُ التامةُ في هذا وهذا .
- ومنها : أن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغيانًا وركونًا إلى العاجلة ، وذلك مرض يعوقها عن جدّها في سيرها إلى الله والدار الآخرة ، فإذا أراد بها ربها ومالكها وراحمها كرامته قيَّض لها من الابتلاء والامتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائق عن السير الحثيث إليه ، فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكريه ويقطع منه العروق المؤلمة لاستخراج الأدواء منه ، ولو تركه لغلبته الأدواء حتى يكون فيها هلاكه .
- ومنها : أن الشهادة عنده أعلى مراتب أوليائه ، والشهداء هم خواصّه والمقربون من عباده ، وليس بعد درجة الصِّدِّيقية إلا الشهادة ، وهو سبحانه يحب أن يتخذ من عباده شهداء تُراق دماؤهم في محبته ومرضاته ويؤثرون رضاه ومحابه على نفوسهم ، ولا سبيل إلى نيل هذه الدرجة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها من تسليط العدو .
- ومنها : أن الله سبحانه إذا أراد أن يُهلك أعداءه ويمحقهم قَـيَّض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم ، ومن أعظمها بعد كفرهم وطغيانهم مُبالغتهم في أذى أوليائه ومحاربتهم وقتالهم والتسلّط عليه ، فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبهم وعيوبهم ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب محقهم وهلاكهم .
- ومنها : ابتلاءُ ما في صدورهم ، وهو اختبار ما فيها من الإيمانِ والنفاق ، فالمؤمنُ لا يزدادُ بذلك إلا إيمانًا وتسليمًا ، والمنافقُ ومن في قلبه مرضٌ ، لا بد أن أن يظهر ما في قلبه على جوارحه ولسانه .
ثم ذكر حِكمة أُخرى : وهو تمحيصُ ما في قلوب المؤمنين ، وهو تخليصهُ وتنقيتُه وتهذيبه ، فإن القلوب يُخالطها بِغلبات الطبائع ، وميل النفوس ، وحكمِ العادة ، وتزيين الشيطان ، واستيلاء الغفلة ما يُضادُّ ما أُودعَ فيها من الإيمان والإسلام والبر والتقوى ، فلو تُرِكت في عافية دائمة مستمرة ، لم تتخلَّص من هذه المخالطة ، ولم تتمحَّص منه ، فاقتضت حِكمةُ العزيزِ أن قَيَّض لها من المِحن والبلايا ما يكون كالدواء الكريه لمن عرض له داء إن لم يتداركه طبيبه بإزالته وتنقيته من جسده ، وإلا خِيف عليه منه الفساد والهلاك ، فكانت نعمتُه سبحانه عليهم بهذه الكسرة والهزيمة ، وقتل من قُتل منهم ، تُعادلُ نعمتَه عليهم بنصرهم وتأييدهم وظفرهم بعدوهم ، فله عليهم النعمةُ التامةُ في هذا وهذا .
Enregistrer un commentaire