قراءة: 1 د, 43 ث
حياة بن يادم

زياد العذاري المستقيل من المناصب الذي استأمنها عليه الغنوشي في حزب حركة النهضة، و منها الأمانة العامة الذي قفز و تربع على عرشها، في حين رجال ينحني التاريخ خجلا و إجلالا أمام نضالاتهم وتشهد الزنازين على قساوة وحدتهم آثروا الصمت، و ارتضوا بأن يكونوا سكريتيرا لنكرة ليس لعجز فيهم و لا لخجل بل لعدم خدش جسم الحركة المثخن أصلا بالجراحات.

يتمرّد العذاري للمرة الثانية على قرارات النهضة في دعم الحكومة و في صمت مريب من مؤسساتها، في سابقة منافية لأخلاق السياسيين النهضاويين، و خيانة موصوفة لقواعد الحركة بجهة سوسة.

حيث لم يصوت في المرة الأولى على حكومة الجملي، و كان ذلك متوقعا بما ان السيد استقال من مناصب الحركة على خلفية تكليف الأخير بتشكيل الحكومة و الذي اعتبره ليست بالشخصية الوطنية القادرة على فهم الملفات و أخذ القرارات بسرعة.

و الذي لم يفصح عنه العذاري أن رئاسة الحكومة إما ان تكون له أو لشخصية تشبهه و الحال و أن الجملي خريج المعاهد الوطنية لا يشبه العذاري المدعوم من اللوبي لخريجي المدارس العليا الفرنسية و كذلك عدم انتماء الجملي القادم من أعماق ريف القيروان إلى “المركب التاريخي للسلطة” الذي ينتمي إليه العذاري.

أمّا أنه لا يصوت لحكومة الفخفاخ و الحال و أن الفخفاخ يشبهه و يشترك معه في انتماءه “للمركب التاريخي للسلطة” و في تكوينه الأكاديمي بالمعاهد الفرنسية وفي سيرته المهنية بالشركات الأجنبية يدعو للحيرة و أتسائل هل عدم تصويته لحكومة الفخفاخ هو نكاية في النهضة؟ أم أننا أمام شخصية نرجسية تتسم بالإعجاب بالنفس لدرجة تتضخم عنده الذات تضخما تجعله يرى نفسه بعدسات تكبير مضاعفة، في حين يرى غيره بعدسات تصغير مضاعفة؟.

إن كان عدم تصويته نكاية في النهضة، فهذا سلوك مارق عن الانضباط الحزبي و عن مؤسسات الحركة و أتسائل ماذا تنتظر النهضة حتى تتخذ القرار المناسب فيه؟

أمّا إن كان عدم تصويته ليس نكاية في النهضة فأتساءل “علاش يا زياد حتّى الفخفاخ إلّي يشبّهلك ما عجبكش زادة؟”. أم أنك توأم المتنبي و أنا لا أعلم؟ حيث قال: “أمِطْ عَنكَ تَشبيهي بمَا وَكَأنّهُ.. فَمَا أحَدٌ فَوْقي وَلا أحَدٌ مِثْلي”.

The post ”علاش يا زياد حتّى الفخفاخ إلّي يشبّهلك ما عجبكش زادة؟” appeared first on العربي ميديا.



from WordPress https://ift.tt/3acMW2N
via IFTTT

Post a Comment

أحدث أقدم