بعد امتصاص صدمة فرض حالة الطوارئ، والتي خلفت أشكالا من ردود الفعل والمقاومة التلقائية، وهو أمر طبيعي، دون حاجة إلى إقحامه في أي تأويلات سياسية؛ لوحظ أن مستوى التعبئة واليقظة شهد بعض الارتخاء من جانب السلطات العمومية.

البلاغات والبيانات التي تصدر عن المصالح الصحية، ورغم تواترها وكشفها استمرار انتشار فيروس «كورونا»، فإن ردود الفعل تجاهها تناقصت، وهو بدوره أمر طبيعي، حيث ينتهي الإنسان بالتطبيع مع أكثر الأنباء غرابة وقسوة بفعل التكرار.

ما شهد بعض الارتخاء في العملية التواصلية، هو الشق المرتبط بالإجراءات الخاصة بمحاصرة الفيروس، أي فرض حالة الطوارئ الصحية، وإقناع المواطنين بالمكوث في بيوتهم. نحن الآن في الأسبوع الأول من «حجر» سيستمر شهرا كاملا على الأقل، والحاجة تزداد إلحاحا إلى بقاء السلطات العمومية في تواصل مباشر ودائم مع المواطنين، لمنع أي تسرب للأخبار الزائفة وتأثيرها على الوضع العام، خاصة ما يمس المعيش اليومي.

المغاربة اليوم يتساءلون عما بعد حالة الطوارئ، ومن نفدت مخزوناتهم الغذائية أو احتياطياتهم المالية يتطلعون إلى الإجراءات المواكبة التي وعدت بها الدولة، وأي تأخير غير مفهوم أو توقف غير متوقع في التواصل، قد يؤدي إلى عواقب نحن في غنى عنها.

قد تكون الإجراءات المتخذة حتى الآن فعالة في منع انتشار الفيروس، لكن ما لا ينبغي أن نغفله هو منع انتشار الخوف والشك في صفوف المغاربة. وما بدا على التحركات الرسمية بشأن دعم الفئات الهشة المحسوبة على القطاع غير المهيكل، مما يمكن أن يتسرب منه فيروس الخوف هذا، وبالتالي، لا وقت للارتخاء.

The post نقطة نظام.. لا وقت للارتخاء appeared first on العربي ميديا.



from WordPress https://ift.tt/2UlS27N
via IFTTT

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne