قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 30 يونيو/حزيران 2021، إن بلاده كان بمقدورها إغراق سفينة حربية بريطانية بعد دخولها المياه الإقليمية بشكل غير قانوني، دون أن يتسبب ذلك في إشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، واتهم واشنطن بالضلوع بدور في هذا "الاستفزاز".
تصاعد التوتر بين موسكو ولندن بعد أن اعترضت روسيا على عبور المدمرة البريطانية "دفيندر" المياه بالقرب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وهو أمر تقول بريطانيا إن لها كل الحق في فعله.
تهديدات وتحذيرات روسية
تعزز تصريحات بوتين تهديدات وتحذيرات روسية سابقة، مفادها أن موسكو ستقصف السفن الحربية البريطانية في البحر الأسود إذا قامت بأي استفزازات قرب القرم وهي منطقة شديدة التحصين.
ضمَّت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014؛ مما دفع الغرب إلى فرض عقوبات عليها. ولا تزال بريطانيا وأغلب دول العالم تعتبر شبه الجزيرة جزءاً من أوكرانيا.
كانت روسيا قد أعلنت منذ أيام، أنها أطلقت أعيرة تحذيرية وألقت قنابل بمسار المدمرة البريطانية التي كانت في طريقها من أوكرانيا إلى جورجيا. وشككت لندن في هذه الرواية.
قوات روسيا في جزيرة القرم
قال بوتين في جلسة أسئلة وأجوبة سنوية مع الناخبين، بثها التلفزيون الرسمي على الهواء، إنه غاضب مما وصفه بأنه "استفزاز" استهدف معرفة الطريقة التي ستردُّ بها القوات الروسية في شبه جزيرة القرم على مثل هذا التعدي.
رداً على سؤال عما إذا كان العالم على شفا حرب عالمية ثالثة خلال الأزمة، قال بوتين: "بالطبع لا".
قال: "حتى لو كنا أغرقنا المدمرة البريطانية قرب القرم لكان من المستبعد أن يقرّب ذلك العالمَ من شفا حرب عالمية ثالثة، لأن من ارتكبوا (الاستفزاز) يعلمون أنه لا يمكنهم الخروج منتصرين من مثل تلك الحرب".
اتهام روسيا لأمريكا
اتهم بوتين الولايات المتحدة وبريطانيا بالتخطيط للأمر معاً، وقال إن طائرة تجسس أمريكية انطلقت من اليونان في وقت سابق من اليوم ذاته؛ لمراقبة رد الفعل الروسي على ما تفعله السفينة البريطانية.
قال بوتين: "كان هذا استفزازاً بالطبع… كان من الواضح أن السفينة دخلت (المياه قرب القرم) أولاً، لتحقيق أهداف عسكرية، محاولةً استخدام طائرة استطلاع؛ لمعرفة كيف ستوقف قواتنا مثل هذا الاستفزاز، ولمعرفة ما الذي يعمل وأين وكيف تعمل تلك الأشياء وما هو موقعها".
قال بوتين إن روسيا أدركت الهدف من الأمر وردَّت بطريقة لا تمنح الطرف الآخر إلا المعلومات التي اعتبرتها موسكو ضرورية.
أشار بوتين إلى أنه رأى بُعداً سياسياً للواقعة، التي حدثت بعد فترة وجيزة من لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في جنيف. وأضاف: "الاجتماع في جنيف كان قد انعقد لتوّه، فما الداعي لهذا الاستفزاز؟! وماذا كان الهدف منه؟ تأكيد أن هؤلاء الناس لا يحترمون اختيار شعب القرم الانضمام إلى روسيا الاتحادية".
إرسال تعليق