النقابات...التحدي الأكبر لقيس سعيد

السلام عليكم.
بعد عدة أيام بدأت تتوضح معالم توجهات الرئيس قيس سعيد الذي قد قام فعلا بإتخاذ قرارات جريئة خاصة في ما يخص رجال الأعمال و الشخصيات السياسية التي تطاردها قضايا بمختلف أنواعها مع تقديم تطمينات نسبية للداخل و الخارج حول الحريات و المسار الديمقراطي بصفة عامة. و بين من يرى أن قرارات سعيد ستمثل زلزالا لعرش الفاسدين و ناهبي المال العام و من يرى أنها قرارات شعبوية غير قابلة للتطبيق أقول أن التحدي الأكبر لقيس سعيد سيكون النقابات التي اكتسبت نفوذا كبيرا يختلف نسبيا من قطاع إلى آخر. نجد مثلا أكثرها نفوذا ألا و هي النقابات الأمنية و التي قامت سابقا بممارسات صادمة كاقتحام المحاكم و اخراج موقوفين بالقوة أو عدم التعاون مع الأجهزة القضائية و التستر على متهمين في قظايا رأي عام و رأى العديد من الملاحظين أن فيها مسا لصورة دولة القانون و المؤسسات و التي يحاول قيس سعيد حاليا ترسيخها. النقابات تقريبا موجودة في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة و مثلت عنصرا هاما جدا و مؤثر في كافة المراحل التي مرت بها البلاد منذ الثورة إلى يومنا هذا. و بعيدا على التناول السطحي لمفهوم النقابات العمالية فإن دورها أساسي و مهم جدا في دولة القانون لكن تواتر و انتشار ظاهرة إستغلال الصفات النقابية لمصالح شخصية أو الإختلاس أو أي شكل من أشكال الفساد ساهم في خلق حالة من الحنق الشعبي ضد النقابات و التي وصل للبعض للمطالبة بحلها. بالنسبة للإتحاد العام التونسي للشغل فقد أخذ موقفا حذرا و متوجسا من قرارات و تمشي رئيس الجمهورية و يخشى أن يوضع بين مطرقة الدفاع عن منظويه و سندان قرارات قد تكون موجعة و قد توسع الهوة بين قيادات الإتحاد و قواعده و التي تشهد أصلا خلافات و تصدعات على مستوى القيادة و عليه قإن الاتحاد يخشى تراجع دوره الوطني كفاعل أساسي في المرحلة الحالية. و السؤال المطروح بقوة هو كيف سيتعامل قيس سعيد مع نقابات موجودة في كل مؤسسة على تراب الجمهورية و لديها القدرة على التأثير على مصالح المواطنين و الإقتصاد بشكل مباشر تحت غطاء الحق في الإضراب و الذي يكفله القانون و الدستور. كيف سيتعامل قيس سعيد مع الإضرابات العشوائية بدون سابق إعلام و التي عانى منها المواطن العادي في كل المجالات بدائية من النقل وصولا للإدارات و المنشآت العمومية خاصة مع ضغوطات كبيرة تجعل سعيد مكبلا لتطبيق و تنفيذ القانون دون إعطاء صورة المنتهك للحريات و الحقوق. أرى أن التحدى الأكبر لقيس سعيد هي النقابات بمختلف فروعها و كيفية التعامل معها في المرحلة القادمة.