تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.


أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.













abouelbanet













الصراع بين " حزب ايطاليا" و" حزب فرانسا"
من لا يقرأ تاريخيه محكوم عليه باعادته باستمرار
عندما قررت المانيا وانجلترا اعطاء تونس لفرنسا، تنفيذا لاتفاق برلين، اصبح الصراع حول تونس مُنحصِرا بين ايطاليا وفرنسا.تقول فرنسا بانها احَقُّ باحتلال تونس لانها تحتل الجزائر، وتدعي ايطاليا بان تونس تعود لها تاريخيا لانها احتلت قرطاج.
استعر الصراع بينهما الي ان اطلقت الصحافة الفرنسية على من يُساندون ايطاليا داخل تونس "حزب ايطاليا"، واطلقت الصحافة الايطالية على من يقف بجانب فرنسا "حزب فرانسا".
كان يقود "حزب" فرانسا القنصل "روسطان"، ويقود الحزب المقابل القنصل الايطالي "ماشّيو"
موضوع الصراع ، كما هو الان،و كما كان عبر القرون: من يسيطر على المُقدّرات التونسية: من يسيطر على هنشير النفيضة وعلى سيدي ثابت وعلى زيتون الساحل وعلى نخيل الجريد. من يُنشى السكك الحديدية والموانئ وخطوط التلغراف، من يسيطر على التجارة ويُنشئ البنوك، ومن يحتكر الثروة المنجمية والبحرية.
كانت القنصلية الفرنسية هي مقر قيادة "حزب فرانسا"، حيث تُحبَكُ المؤامرات وتُخططُ الدسائس، بدءا بنشر الاشاعات الي تنظيم الهجومات الصحافية الي استعمال غرف النوم. كان الجنرال الياس موصلّي هو عنصر الارتباط بين القنصلية والباي، "كان هذا الاخير يخدم باخلاص فرنسا في بلاط باردو"، ولكن كانت زوجته السيدة "لويجيا ترافارسو" اكثر "اخلاصا": في الاربعين من عمرها، وعلى غاية من الجمال "كانت تقف سيارة القنصل الفرنسي يوميا على بابها"، وفي الليل "يخرج زوجها من الباب الرئيسي ويدخل "روسطان" من باب خلفي"، وكانت تأخذ "سمسرتها" على كل معلومة تقدمها الي روسطان حول نوايا قنصل ايطاليا . وكان "روسطان" كريما معها ايضا: كان يفرض على الباي منحها مكافآت وهدايا. ينتمي لهذا الحزب جيش من "المخلصين" يأكلون كلهم من عرق التونسيين، منهم السيد "اميديو فولتيرا" الذي كان يطبع العملة التونسية المزورة في سويسرا ويدخلها عبر حلق الوادي تحت اعين الفرنسيين واعوان الباي. كان هناك ايضا مغامر وقاطع طريق فرنسي اسمه "سانسي"، هذا الذي استحوذ على هنشير سيدي ثابت: الاموال التي نهبها من تونس والاعانات التي قدمها للباي تستحق ان يُكتب حولها كتابا، وبسببه عُزل خيرالدين التونسي وقدم الباي اعتذارا لقنصل فرنسا.
حزب ايطاليا كان يقوده "ماشّيو" بمقر القنصلية في نهج زرقون، وبجانبه "بياترو ترافيرسو" (اخ زوجة الياس موصلّي)، وزوجته "مارياتّا" –من يهود جربة- ، كانت صديقة "ماشّيو" وهي التي يقول عنها "روسطان" "سننظر ان كان بالامكان شراء خليلة ماشّيو"، ويهودي ايطالي "باز" وهو سمسار لدى خزندار، والمحامي "ماجيوراني" مستشار الباي للشؤون القانونية .
كل حزب كان له جواسيسه في بلاط الباي: حميدة بن عياد والجنرال بكوش يعملون لصالح "ماشّيو"، اما "روسطان" فيقول "لديّ في القنصلية كل الحكومة، وخاصة الطبيب الخاص بالباي...وهو حساس جدا تجاه الاموال"
وكان لكل حزب آلته الدعائية. روسطان له "السيمافور" التي تُطبع في مرسيليا وتوزع في تونس، وماشّيو لديه "ريفورما دي روما'' و "لافونيري دي ساردينيا"، ثم انشأ في مارس 1880 جريدة ناطقة بالعربية هي "المُستقِلّ".
ماتشاهدونه اليوم هو نفس الصراع بين روسطان وماشّيو، وبادوات داخلية، هم جيش من الردّاحين، انصاف امّيين، يستعملون الاشاعات والاكاذيب، وينفخون في الصراعات الحدية، حتى تنضج "الكعكة التونسية" فتتقاسمها الامم. عندما تتفق الامم سوف يهجع هؤلاء الموتورين ويعودون الي تفاهاتهم اليومية، وتكون فرصة الاستقلال الوطني قد فاتت، بفضل مجهوداتهم الجبارة، وسوف يطلع التونسي بعد خمسين سنة على التقارير التي كانت ترسلها السفارات حول هؤلاء الموتورين، وسوف يجد فيها الكثير من التوظيف و الاحتقار والسخرية.
المقال لنصرالدين السويلمي










Post a Comment

Plus récente Plus ancienne