أعلنت كل من أمريكا وبريطانيا، الثلاثاء 3 أغسطس/آب 2021، فتح تحقيق في حادث "الاستيلاء" على ناقلة جديدة في السواحل الإماراتية، معربتين عن قلقهما من الحادث، وذلك في الوقت الذي أشارت فيه هيئة بريطانية إلى أن قوات تابعة لإيران "قد تكون المسؤولة عن الهجوم"، بينما نفت طهران أي صلة لها بالواقعة.

يتزامن هذا مع إبلاغ كل من بريطانيا ورومانيا وليبيريا مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، بأنه من "المرجح للغاية" أن تكون إيران قد استخدمت طائرة مسيرة أو أكثر لتنفيذ هجوم دامٍ على ناقلة نفط الأسبوع الماضي قبالة سواحل عُمان.

فقد قالت الدول الثلاث في رسالة إلى مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً اطلعت عليها رويترز: "هذا الهجوم أضر بسلامة وأمن الشحن الدولي وشكل خطراً عليه، وكان انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.. ينبغي للمجتمع الدولي أن يندد بهذا العمل".

في وقت سابق من اليوم  الثلاثاء، أكدت ثلاثة مصادر أمنية بحرية لوكالة "رويترز" للأنباء، أنه يُعتقد بأن قوات مدعومة من إيران استولت على ناقلة نفط في الخليج قبالة ساحل الإمارات، جاء ذلك بعد أن ذكرت هيئة التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق أن "حادث خطف محتملاً" وقع قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي اليوم الثلاثاء.

قلق أمريكي-بريطاني

فقد وصف البيت الأبيض التقارير الواردة عن هجوم ثان على ناقلة نفط في خليج عمان بأنها "مقلقة للغاية".

المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، قالت: "نراقب هذا الوضع الآخذ في التطور، ونحن على اتصال وثيق بلندن وشركاء آخرين حول العالم يراقبون أيضاً.. التقارير الأولية مقلقة للغاية".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشعر بالقلق وتبحث التقارير الخاصة بالواقعة التي حدثت في خليج عمان لكن "من السابق لأوانه" إصدار حكم بشأن الأمر. 

بينما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن لندن تجري "تحقيقاً عاجلاً" بشأن الأمر.

 نفي إيراني 

في الجهة المقابلة، ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني على موقعه الإلكتروني أن الحرس الثوري نفى ضلوع قوات إيرانية أو حلفاء لها في واقعة ضد أي سفينة قبالة ساحل الإمارات اليوم الثلاثاء، وقال إن ذلك ذريعة "لعمل عدائي" ضد طهران.

إذ قال الحرس الثوري الإيراني في بيان نقلة الموقع الإلكتروني: "وفقاً للمعلومات الواردة من مصادر أمنية فإن القوات المسلحة الإيرانية وجميع أفرع المقاومة الإسلامية في الشرق الأوسط لا علاقة لها بالحادث الذي وقع في خليج عُمان".

كما أضاف أن الحادث يأتي في إطار تحرك دول غربية وإسرائيل "لتهيئة الرأي العام للمجتمع الدولي لعمل عدائي ضد دولة إيران".

حادث "خطف" وتوتر مستمر 

فقد عرَف اثنان من المصادر السفينة بأنها ناقلة أسفلت وبيتومين تسمى (أسفلت برينسيس) وترفع علم بنما وأن ذلك حدث في منطقة ببحر العرب تؤدي إلى مضيق هرمز، الذي يتدفق عبره نحو خُمس صادرات النفط المنقولة بحراً في العالم.

يحدث هذا في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في المنطقة بعد هجوم الأسبوع الماضي على ناقلة تديرها إسرائيل قبالة سواحل عُمان تسبب في مقتل اثنين من أفراد طاقمها، وألقت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا بالمسؤولية فيه على إيران التي نفت مسؤوليتها.

وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم أن الواقعة قبالة ساحل الفجيرة قد تكون "حادث خطف محتملاً".

كما أوصت الهيئة، في إشعار تحذيري سابق استند إلى مصدر من طرف ثالث، السفن بتوخي الحذر الشديد في المنطقة، التي تبعد نحو 60 ميلاً بحرياً شرقي الفجيرة.

في السياق ذاته، ذكرت صحيفة ذا تايمز أن مصادر بريطانية تعتقد بأن السفينة أسفلت برينسيس تعرضت للخطف وأن "العمل جار على افتراض أن الجيش الإيراني أو وكلاء له على متن السفينة".

وزاد التوتر في مياه الخليج وبين إيران وإسرائيل منذ 2018 بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين طهران وست قوى عالمية وعاود فرض عقوبات تصيب الاقتصاد الإيراني بالشلل.

وتبادلت إيران وإسرائيل الاتهامات بالهجوم على سفن تابعة لكلتيهما في الشهور القليلة الماضية.

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne