الاراضي-السورية-التي-احتلتها-تركيا.png

أحييت وزارة الدفاع التركية، الذكرى السنوية الخامسة لأول توغل عسكري لها في الأراضي السورية، واحتلال ثلاثة مدن مع أريافها، في عملية أسمتها بـ “درع الفرات”، بذريعة تطهيرها من تنظيم داعش، التي كانت تمدها بالسلاح والذخيرة طيلة سنوات.

وادعت الوزارة عبر حسابها على “تويتر”، اليوم الثلاثاء: “نحيّي في الذكرى السنوية الخامسة لعملية درع الفرات جنودنا الذين تمكنوا من تحييد 3 آلاف إرهابي من داعش”.

وفي مثل هذا اليوم من عام “2016”، أطلق الجيش التركي عملية “درع الفرات”، بالتعاون مع الفصائل السورية المسلحة، بحجة مقاتلة عناصر تنظيم داعش، وتأمين حدودها الجنوبية مع سوريا، احتلت على إثرها مناطق جرابلس وإعزاز والباب، أي ما يقارب أكثر من “2” ألف كم مربع من الأراضي السورية.

وفي 29/ آذار/2017، أعلن مجلس الأمن القومي التركي، انتهاء عملية “درع الفرات” بنجاح، وقال في بيان رسمي: إن “عملية درع الفرات التي جرى تنفيذها من أجل منع الهجمات من قبل تنظيم داعش وعرقلة التهديد النابع عنه، ولخلق إمكانيات لعودة السوريين إلى بلادهم وضمان الظروف الملائمة لعيشهم الآمن والهادئ، انتهت بنجاح”.

ومن جانبه قال رئيس الوزراء التركي وقتها، بن علي يلدريم: أن “الأمور في مدينة الباب تقع تحت السيطرة الكاملة، ما يعني أن عملية درع الفرات انتهت، وفي حال تطلب الأمر اتخاذ تدابير ما في سوريا لاحقا، فسيتم إطلاق عملية جديدة تحت اسم آخر، وقد يجري إعدادها وتنفيذها ضد تنظيم داعش، أو في حال ظهور تهديدات أخرى للأمن القومي التركي”.

ولم يقترن بتصاريح تركيا وبياناتها الرسمية، أي تصريح من قبل وزارة الدفاع التركية بالانسحاب من الأراضي السورية، بعد أن أنهت عملياتها، ما أدى إلى توقعات المراقبين بعمليات تركية مشابهة، وتحت ذريعة حماية أمنها القومي، لكن تكون موجهة ضد أكراد سوريا، الذين كانوا يحاربون تنظيم داعش جنباً إلى جنب مع التحالف الدولي.

ولم يمض ساعات حتى أعلن أردوغان أن الوجهة المقبلة لقواته، هي مدينة منبج، التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من تنظيم داعش، ما أدى إلى تحرك أمريكي، الذي كان يدعم “قسد” للجم أطماع أردوغان في ذلك الوقت.

واتهمت السلطات السورية، تركيا بدولة احتلال وهددتها قائلةً: أن العملية التركية تعتبر”عدوانا على سوريا وخرقاً لسيادتها وحرمة أراضيها”، وحذرتها في حال أن اخترقت لطائرات التركية الأجواء السورية مرة أخرى، بأنه”سيتم التعامل معه وإسقاطه بجميع الوسائط المتاحة”.

كما اتهمت الخارجية السورية وقتها تركيا بقتل مئات المدنيين الأبرياء عبر الغارات الجوية وعمليات القصف على المواقع، في المدن والبلدات الواقعة شمال سوريا.

ولم تنته الأطماع التركية عند هذا الحد، بل أطلقت عملية عسكرية أخرى في عام 2018، اسمتها “غصن الزيتون”، احتلت عفرين ونواحيها، بعد قتل المئات من أبنائها، وتهجير أكثر من “350” ألف مدني. وفي اكتوبر من عام 2019، شنت تركيا عملية جديدة ضد أكراد سوريا، احتلت منطقتي سري كانيه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض، بعد أن ارتكبت مجازر بحق المدنيين، وتشريد أهالي المنطقتين بالكامل، وسط صمت دولي.

هذا ولا تزال تركيا تهاجم الكرد ومناطقهم، وسط مخاوف دولية، من أن ترتكب مجازر أخرى بحق أهالي المنطقة، واحتلال أراضي جديدة من سوريا، بالرغم من اتفاقاتها مع روسيا وأمريكا.

المصدر
logo-copy.png

Post a Comment

Plus récente Plus ancienne