
والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بمقر رئاسة الجمهورية، بمجموعة من خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب لمتابعة جهودهم فى عدد من المبادرات الرئاسية وعلى رأسها مبادرة «حياة كريمة» وجهود الدولة فى توطين التنمية من خلال ربط المبادرة بمشروع متكامل للصناعات الصغيرة والمتوسطة.
توجيهات بمدينة عالمية للسيارات على طريق العين السخنة
ووجَّه الرئيس بضرورة دمج جميع المبادرات والجهود الحكومية السابقة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والاهتمام بتنمية قدرات العنصر البشرى ووضع تصور شامل لمنظومة تنمية للموارد البشرية العاملة فى المشروع مع التركيز على هدفين رئيسين للمشروع هما توفير فرص عمل للشباب بجميع ربوع الجمهورية وتقليل الفجوة الاستيرادية.
الطفل المعجزة
وأجرى الرئيس مداخلة هاتفية ببرنامج «يحدث فى مصر» على قناة «إم بى سى مصر»، تقديم شريف عامر، للإشادة بالطفل المعجزة أحمد تامر الذى حفظ القرآن الكريم كاملًا وعمره 5 سنوات، حيث قال الرئيس: حبيت أعمل مداخلة عشان كل اللى بيسمعنا دلوقت يعرف أهمية اللغة العربية، وأطالب كل أسرة بالانتباه إلى ملكات أبنائهم وتنميتها ودعمها.
وتابع: أنا زى جدك يا أحمد، وأقول لك حفظ القرآن الكريم جميل، إن الحفظ جميل وأنت حامل لكتاب الله، موضحًا أنه يجب أن نفهم لأن الحفظ بدون فهم لا يكفى.
ودعاه لقراءة القرآن فى أول افتتاح لأحد المشروعات القومية، قائلًا له: «ستكون شيخنا يا أحمد».
وأعرب الرئيس عن تقديره للإعلامى شريف عامر على تنوع الأخبار والموضوعات التى يتناولها فى برنامجه، ومناقشته للقضايا المهمة مع المسئولين على الهواء، بالإضافة إلى النماذج الإيجابية التى يستضيفها فى برنامجه. وأضاف أن الإعلام المخلص لرسالته له أجر كبير عند الله، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «ما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا».
الرئيس يقلد أوائل الخريجين نوط الواجب العسكرى
العلاقات مع رومانيا
وفيما يخص الشأن الخارجى، استقبل الرئيس بقصر الاتحادية الرئيس الرومانى كلاوس يوهانس، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدى البلدين.
المباحثات تناولت سُبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً الاقتصادية، بما يتناسب مع مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين وتشجيع الاستثمارات المشتركة، حيث تم التوافق على عقد الجولة الرابعة للجنة المشتركة المعنية بتطوير مجمل أوجه التعاون.
كما تم التباحث بشأن التعاون فى مجال الطاقة فى ضوء سعى مصر لتصبح مركزًا إقليميًا لتداول الطاقة فى شرق المتوسط، وكذا رومانيا لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة فى منطقة البلقان وشرق أوروبا، كما تباحث الرئيسان حول فرص تعزيز التعاون فى مجالات السياحة الزراعة، والصناعة، والتعاون العسكرى والأمنى.
وبخصوص القضايا الإقليمية أكد الرئيسان أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية لتلك القضايا بما يحفظ بالمقام الأول كيان الدولة الوطنية. وتم التأكيد على أهمية عقد الاستحقاق الانتخابى فى ليبيا فى ديسمبر 2021، مع التشديد على أهمية الالتزام بمقررات الأمم المتحدة بسحب جميع عناصر المرتزقة والقوات الأجنبية.
وفى ملف الأزمة السورية، أكدا على دعم الجهود الحالية للمبعوث الأممى بغية التوصل لتسوية سلمية لهذه الأزمة ورفض محاولات بعض الأطراف الإقليمية التى تسعى لفرض الأمر الواقع، سواء عبر انتهاك السيادة السورية، أو إجراء تغييرات ديموغرافية قسرية.
كما تناول اللقاء آخر تطورات جهود إحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط، وتحقيق التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث تم التوافق بشأن أهمية إيجاد حل عادل وشامل للصراع الفلسطينى الإسرائيلى وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.
وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى: إن الرئيس استعرض خلال المباحثات الجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مشيرًا إلى أهمية قيام المجتمع الدولى بالتعامل مع جذور هذه الآفة من خلال مقاربة شاملة تتضمن جميع الأبعاد والأسباب.
كما تم أيضًا تبادل وجهات النظر بشأن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على مكافحة تلك الظاهرة، مؤكدًا أهمية التعامل مع ملف الهجرة فى إطار من المسئولية المشتركة وتحمل الأعباء، وعدم التركيز على الحلول الأمنية فقط دون معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والتنموية فى دول المصدر.
وأعرب الرئيس الرومانى عن تثمينه للجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والتجربة المصرية الناجحة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا الحرص على مواصلة التعاون مع مصر على مختلف المستويات للتصدى للتحديات التى تواجه ضفتى المتوسط، مشيدًا بجهود مصر لتعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية ودول الاتحاد الأوروبى، مع التأكيد على حرص رومانيا على دعم موقف مصر ونقله إلى الاتحاد الأوروبى، فى ظل العلاقة المباشرة بين الأمن فى أوروبا والأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
واستعرض الرئيس مع الرئيس «يوهانس» الخطوات التى تتخذها مصر لتطبيق المنظور الشامل فيما يخص قضايا حقوق الإنسان، وصولًا إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتى تشمل التعاطى مع مختلف الأبعاد التى تنطوى عليها قضايا حقوق الإنسان فى البلاد، بما يتضمن تحسين مستوى المعيشة، ومراعاة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن.
الهيئة الهندسية
واجتمع الرئيس مع اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء أ. ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من المسئولين المعنيين لمتابعة الموقف التنفيذى لعدد من المنشآت بالعاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً ما يتعلق بتصميمات مجلس النواب ومركز مصر الثقافى الإسلامى والمنشآت الملحقة به، بما فيها مبنى مسجد مصر، وكذلك الموقف التنفيذى للحى الدبلوماسى الذى يضم مقار السفارات والمنظمات الدولية المعتمدة بالقاهرة.
وعُرض خلال الاجتماع أيضًا الموقف التنفيذى لمدينة السيارات العالمية على طريق القاهرة العين السخنة، حيث وجَّه الرئيس بتعزيز الجهود القائمة للانتهاء من إقامة المدينة بصورة متكاملة لتضم جميع الخدمات اللازمة.
كما تناول الاجتماع عرض الموقف الإنشائى لمدينة الجلالة، ومخطط إنشاء السوق التجارية بمنطقة الحى العاشر بمدينة نصر، واستغلال الأراضى المحيطة بحى الأسمرات.
كما تم استعراض الموقف التنفيذى لتطوير طريق الضبعة بطول 260 كم، حيث وجه الرئيس بتزويده بجميع الخدمات اللازمة على امتداد الطريق، ليساهم كشريان رئيسى فى خدمة المشروع القومى «الدلتا الجديدة».
..ومشاركة من العنصر النسائى فى حفلة تخرج الكليات العسكرية
الكليات العسكرية
وشهد الرئيس حفل تخرج الكليات العسكرية: «الدفعة 115 حربية» وما يعادلها من الكليات العسكرية والمعهد الفنى للقوات المسلحة.
وتضمن الاحتفال عرضًا لفقرة تكتيكية تدريبية لطلبة الكليات العسكرية من التخصصات المختلفة بتنفيذ إحدى المهام التدريبية فى ساحة العرض.
وشاهد الرئيس عروضًا قتالية؛ حيث تقدمت مجموعة من الناقلات تحمل عددًا من مقاتلى الكلية الحربية يؤدون مجموعة مختلفة من التمرينات البدنية، كذلك استعرض فريق كمال الأجسام مدى ما وصلوا إليه من لياقة وقوة بدنية عالية.
كما شاهد طابور العرض العسكرى الذى شاركت فيه مجموعات من طلبة الكلية الحربية من مختلف السنوات الدراسية ومجموعات الخريجين من الكلية البحرية والكلية الجوية وكلية الدفاع الجوى والكلية الفنية العسكرية والمعهد الفنى للقوات المسلحة ومجموعة رمزية من طلبة كلية الشرطة فى أداء متميز وانضباط عسكرى راقٍ يتقدمهم حملة الأعلام.
وزيّن سلام الشهيد حفل تخرج دفعات جديدة لطلاب الكليات والمعاهد العسكرية بالكلية، كما شهد الرئيس تسليم وتسلُّم القيادة من دفعات الخريجين للدفعات الجديدة.
ومنح الرئيس الأنواط لأوائل الخريجين فى الكليات والمعاهد العسكرية.
وقام الرئيس بتقليد أوائل الخريجين المصريين والوافدين نوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية تقديرًا لتفوقهم وتفانيهم فى أداء مهامهم خلال مدة دراستهم.
وقد أهدى اللواء أشرف سالم زاهر مدير الكلية الحربية، الرئيس هدية «كتاب الله».
كما قدم أوائل خريجى الكليات العسكرية والمعهد الفنى للقوات المسلحة هدية تذكارية للرئيس فى حفل تخرجهم، وشارك أوائل الجامعات المصرية خريجى الكليات والمعاهد العسكرية فى حفلهم، وقدموا لزملائهم التهنئة، وقدموا للرئيس درع الجامعات المصرية.
ووجه الرئيس السيسى التهنئة للطلاب الخريجين وأسرهم حيث قال: ألف مبروك للأسر كلها.. وألف مبروك لأبنائنا الضباط اللى اتخرجوا النهارده.. تهنئة من القلب وشكر من القلب لكل أسرة قدمت وتقدم أبناءها لصالح أمن وسلامة واستقرار مصر.. وربنا يحفظ ولادنا والجيش والشرطة من كل مكروه وسوء.
وأضاف الرئيس: «فى الأوقات الجميلة أبدًا لن ننسى الشهداء والمصابين الذين قدموا وما زالوا يقدمون.. وده أمر طبيعى لأن المهمة المكلفة بها القوات المسلحة الحماية لمصر وشعبها.. تحية لكل الشهداء وأسرهم».
وأضاف الرئيس: هذه مرحلة جديدة للطلاب والضباط.. هتكونوا مسئولين عن رجال معكم والمسئولية عن أنفسكم.. ودى مهمة كبيرة جدًا ومسئولية كبيرة.. مسئول عن إعداد وتجهيز وتوعية.. تستغرب وتقولى «توعية».. طبعًا التوعية.. بييجى ابن من أبناء مصر يقعد فى الجيش سنة ولا اتنين ولا تلاتة.. وبالتالى مسئولين أمام ربنا والشعب المصرى أن نجهزه ونخلى بالنا منهم ونعدهم الإعداد الجيد».
وتابع: «مهمة خطيرة جدًا إنك تبقى مسئول عن إعداد إنسان، لو ما انتبهتش حياته تبقى فى خطر.. الوعى علشان تقدر توعى غيرك لازم إنت تكون واعى قوى».
وأضاف: «الحروب الجديدة والجيلين الرابع والخامس من الحروب كلها مبنية على التعامل مش بالسلاح بس، لكن السلاح التانى هو الوعى الحقيقى بعيدًا عن الجهل والوعى الزائف».
أسبوع المياه
وألقى الرئيس كلمة مسجلة، بمناسبة افتتاح الدورة الرابعة لأسبوع القاهرة للمياه؛ حيث أكد من خلالها أن مصر تتطلع للتوصل فى أقرب وقت وبلا مزيد من الإبطاء لاتفاقية متوازنة وملزمة قانونًا بشأن سد النهضة اتساقًا مع البيان الرئاسى الذى أصدره مجلس الأمن فى سبتمبر الماضى.
ودعا الرئيس إلى أن نتفادى أن نقع فى براثن التناحر حول المياه، فلا يخرج منا أحد فائزًا فى صراع متهور حول مصدر الحياة الواجب توفيره لكل إنسان دون تفرقة.
كما أكد على أن مصر وضعت خطة استراتيجية متكاملة لإدارة وتنمية الموارد المائية حتى عام 2037 بتكلفة تقديرية مبدئية 50 مليار دولار، لمواجهة التحديات الجمة والمركبة فى هذا المجال، حيث إن مصر هى أكثر الدول جفافًا فى العالم بأقل معدل لهطول الأمطار بين سائر الدول، مما يؤدى للاعتماد بشكل شبه حصرى على مياه نهر النيل.
إرسال تعليق