يقول العقاد في مقال له بعنوان (التعليم عند العرب):
(وخلاصة ما يقال عن التعليم عند العرب أنهم كان لهم تعليم يغنيهم ولا يقصرون به عن شأو حضارتهم، وأن منه ما هو أنفع من تعليمنا الآن. ونعني به تعليم الحلقات وتعليم الاصطفاء والاستبراء. فلولا أن تعميم التعليم فريضة من فرائض العصر الحاضر لكانت الحلقات أنفع من الجامعات، وكان استبراء المريدين أنفع من التخصص على النظام الحديث؛ لأن التعليم قبل كل شيء هو اتصال روح بروح، واقتباس حياة بحياة، وليس هذا على أتمه بميسور مع التعليم الذي لا محيص فيه من بعض الآلية في النظام، وفي كل آلية جور على حرية الإنسان).
قلت:
ليس العقاد ممن يتهم بالجمود، ولا ممن ينبز بالرجعية، بل هو عند كثير من أهل العصر من دعاة التجديد، وأساطين التنوير.
فكلامه هذا شهادة ذهبية، لا تزيد التعليم العتيق عندنا شيئا، ولكنها قد تغير كثيرا من المفاهيم عند من لا يرون الخير والحق إلا في الذي تلفظه مصانع الفكر الغربية.
على أن العقاد يقارن التعليم العتيق بالتعليم الجامعي الحديث من حيث هو، أما لو كانت المقارنة مع التعليم الجامعي كما هو ممارس في جامعاتنا ''العتيدة''، فإننا لن نملك إلا أن نقول: (دفن العلم حين قُتلت حلق المساجد!).
Enregistrer un commentaire