يضيف الكاتب ان الانضمام الى هذه الحركات العقائدية تتطلب النزوع الى العمل الجماعي و التضحية بالنفس و ان العوامل التي تشجع هذا النزوع متنوعة منها التماهي مع المجموع و احتقار الذات و الخيال ( مسرحة الحياة ) حيث ان المناضل في هذه الحركات يحس حياته مسرحية مليئة بالرموز و المعاني و احتقار الحاضر و شيطنته و العقيدة و الجنوح نحو التطرف و مانوية النظرة نحو الاشياء ( اما ابيض او اسود) ثم ان هذه الحركات تشبه الجيوش في انضباطيتها و طاعتها للاوامر و تضحيتها بنفسها فداء لما تؤمن به
اما العوامل التي تشجع النزوع نحو العمل الجماعي فهي كراهية الاخر و شيطنته و التقليد و الاقناع و القهر ( الدعاية و العقوبات التي تفرض الانضباط الذاتي الحزبي) و الرغبة في الدعوة و التبشير و الولاء الاعمى للقيادة و الشك في الاخرين
يردد الكاتب تقسيم مراحل الحركة الجماهيرية من النشأة حتى تسلم السلطة فيختصرها في ثلاثة مراحل تذكرنا بمقولة ان الثورات يخطط لها العباقرة و ينفذها المجانين و يحصد ثمارها الانتهازيون فالحركة الجماهيرية في رايه تمر بمرحلة النشأة و التخطيط و رجال هذه المرحلة هم رجال الكلمة ثم المرحلة الديناميكية يعني مرحلة النشاط العملي و رجالها المتطرفون ( المؤمن الصادق) ثم مرحلة الانتصار و خمول الحماسة و رجال هذه المرحلة هم الرجال العمليون
بالنظر الى هذه الافكار نرى ان تونس مرت الى المرحلة الثالثة للثورة غير ان البيئة خصبة و مناسبة لنشوء الحركات الجماهيرية العقائدية من حيث كثرة عدد الفئات التي تصنف ضمن الاتباع المتوقعين في المجتمع و بالنظر ايضا الى الظروف الاجتماعية و الاقتصادية كذلك بالنسبة للعالم العربي ككل مع اضافة الظروف السياسية
Enregistrer un commentaire